الاضطرابات في تونس، والتي جبت حتى الان حياة نحو 20 شخصا، تتسع في الايام الاخيرة الى الجزائر ايضا. الاف المتظاهرين يحرقون مبان عامة ويواصلون الصدام مع قوات الشرطة، التي ترد بالنار الحية. نشطاء المنظمات في الدولتين ينفون ان تكون الاضطرابات التي نشبت على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب، منسقة بينهم، ولكن السلطات لا تقبل بهذه الادعاءات.
واستمرت الاضطرابات في تونس ايضا للاسبوع الرابع على التوالي. في العاصمة تونس حاول المتظاهرون احراق مباني الحكومة والبنوك. في البداية حاولت الشرطة تفريقهم بخراطيم المياه ولكن عندما بدأ المتظاهرون يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة فتح افراد النار بالنار الحية.
"الشرطة فتحت بالنار كخطوة شرعية للدفاع عن النفس"، جاء في بيان رسمي للحكومة التونسية. "كنتيجة لذلك قتل شخصان واصيب ثمانية آخرون. اضافة الى ذلك اصيب عدة افراد من الشرطة ثلاثة منهم بجراح خطيرة". ووصف الرئيس زين العابدين سلوك المتظاهرين بانه "غير معقول" بل اتهم بالمس بالمصالح التونسية وبتهريب المستثمرين الاجانب والسياح، الامر الذي سيمس اكثر بالاقتصاد المنهار.
بالتوازي، تسلل العنف كما ذكرنا الى الجزائر المجاورة ايضا، حيث قتل حتى الان ثلاثة اشخاص واصيب اكثر من ثمانين. حسب التقارير، فان اثنين من القتلى هما متظاهران، وجثة القتيل الثالث وجدت في فندق احرقه المتظاهرون.
الاضطرابات في الجزائر بدأت في منتصف الاسبوع الماضي، وكانت هي ايضا ردا على البطالة المستشرية وقرار الحكومة رفع أسعار المنتجات الاساس كالسكر، الدقيق والزيت. وفي يوم السبت حاولت الحكومة تخفيض الضرائب على استيراد هذه البضائع، ولكن حتى هذه الخطوة لم تهدىء المتظاهرين. وزير الداخلية الجزائري، دحو القبلية، نفى أن تكون هذه اضطرابات عفوية او على خلفية الوضع الاقتصادي. وقال القبلية ان "هذا سلوك اجرامي قام به الشباب الذين هاجموا مبان عامة وسلبوا مراكز تجارية". ووعد بمطاردة المسؤولين عن الاضطرابات وادعى بان قرابة 800 شرطي ورجل أمن اصيبوا بالاضطرابات، مقابل 60 مواطنا فقط.
والى ذلك، أجرى أمس نحو 250 اكاديمي سعودي مظاهرة احتجاج في العاصمة الرياض. مجرد وجود المظاهرة في الدولة الاسلامية يعتبر حدثا نادرا وهو يأتي على خلفية البطالة الشديدة في الدولة التي وصلت العام الماضي الى 10.5 في المائة. واحتشد المتظاهرون امام وزارة التعليم، وبعد أن اوقفت الشرطة نشاطهم – وعدوا بان تكون مزيد من المظاهرات. الناطق بلسان المجموعة نايف التميمي، اجرى لقاء صحفي مع وكالات الانباء وروى بان هذه مجموعة معلمين لا يجدون عملا في مهنتهم.